فتحي الذاري
❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
في إطار خطابات الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، تتجلى رؤى عميقة تؤكد الديناميات المعقدة للمجتمع اللبناني وتاريخه المعاصر. تنبع أهميتها ليس فقط من الكلمات التي تُقال، بل من القيم والمبادئ التي تحملها هذه الكلمات، حيث تعبر عن هوية وطنية راسخة وشعور قوي بالسيادة.
يبدأ الشيخ قاسم بتحديد ملامح العدو والصديق، حيث يعتبر أن العدو يُعرَّف ليس فقط من خلال أفعاله، بل من خلال نظرة الشعوب إليه. في هذه السياقات، يصبح العدو هو من يعتدي على حقوق لبنان ويهدد سيادته. ومن هنا ينشأ التفريق بين من يقف مع لبنان سواء كانت علاقته مباشرة بالقضية أو وليدة الظروف الجغرافية والتاريخية.
كلمات الشيخ قاسم تسلط الضوء على معنى الهوية الوطنية، حيث يتجلى اعتزازه بلبنان كشعب وأرض. يصف لبنان بأنه جرحى وأسرى وشهداء، مما يُعبر عن عمق الجراح التي تحملها البلاد بفضل التحديات التي مرت بها. هذا الإحساس بالمعاناة المشتركة يعزز من وحدتهم، ويؤكد على ضرورة الدفاع عن الوطن من أي اعتداءات خارجية.يؤكد الشيخ قاسم على أن القوة الحقيقية لا تأتي من المقاتلين فحسب، بل من الحق الذي يُجمع عليه الشعب. إن كلماته تتضمن دعوة للاعتزاز بحقوق اللبنانيين، من خلال التأكيد على أن الذين يملكون الحق هم القادرون على هزيمة الأعداء. يربط بين الهوية والسيادة، ويجسد ذلك بالقول "نحن رؤوس عالية"، مما يؤكد شعور الفخر والانتماء.حيث تُعزز كلمات الشيخ مقاربة التكامل بين حزب الله والشعب اللبناني. تأتي هذه العلاقة كدليل على قدرة حزب الله على تمثيل صوت الشعب والدفاع عن حقوقه، بحيث يصبح جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني. يمثل حزب الله القوة والمرونة في وجه التحديات، ما يؤكد دور القيادة في حماية لبنان.يُشير الشيخ قاسم إلى أهمية المستقبل في سياق الحفاظ على السيادة والهوية الوطنية. إن التاريخ يُعلّم دروسًا قيمة، مما يحفز على رؤية مستقبل يُبنى على أسس قوية من الوحدة والحق. وهذا يتطلب من القيادات والأجيال الجديدة مسؤولية الاستمرار في تعزيز تلك القيم وبناء لبنان القوي والمستقل.تظل كلمات الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله أداة قوية تُعبر عن روح الشعب اللبناني ونضاله من أجل الحق والسيادة. إن دعوته للتضامن والتحلي بالفخر والانتماء إلى الأرض تُعبر عن واقع معقد يحتاج إلى وعى واستيعاب أعمق من الجميع. بتأكيده على القدرات والحقوق الوطنية، يُرسم طريق لبنان نحو الاستقرار والمستقبل المشرق، المبني على القيم العالية للسيادة والكرامة. تأتي رسالته كدعوة للتفاؤل والاطمئنان في مستقبل شعوبهم، رغم التحديات التي تبقى دائمًا حاضرة.